نتابع مع قصة جوليا (شانتيلي ، فيرجينيا) التي تحكي عن تبعات قرار زراعة المحلول الملحي للثدي الذي اتخذته قبل بضع سنوات، بعد ستة أشهر من ولادة ابنتها الثانية. إنه قرار تأسف عليه الآن.
تفكر جوليا من منطقة دالاس بولاية فرجينيا التي طلبت عدم استخدام اسمها الأخير، في رفع دعوى قضائية ضد جراحها والشركة التي صنعت غرساتها. بعدما أصبحت أنسجة الثدي المحيطة بغرسات جوليا حساسة للغاية لدرجة أنها بالكاد تستطيع لمس ثدييها طوال السنوات الخمس التي انقضت منذ جراحة تكبير الثدي حتى قامت بإزالتها إلى الأبد في الشهر الماضي.
في وقت سابق من هذا الشهر، أوصت لجنة استشارية تابعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بأن تظل علامتان تجاريتان (McGhan Medical Corp – (Mentor Corp وكلاهما في سانتا كلارا، كاليفورنيا - في السوق طالما أن النساء على علم تام بالمخاطر، بما في ذلك احتمال أن تتمزق غرساتهم أو أي تسرب أو عدوى.
من بين توصيات اللجنة: أن تقوم إدارة الغذاء والدواء بمراجعة نماذج الموافقة التي توقعها النساء قبل الجراحة، وأن يقدم صانعو الغرسات معلومات أكثر اكتمالاً حول مضاعفات ما بعد الجراحة مثل عمليات إعادة الجراحة لاستبدال الغرسات المتسربة أو الممزقة.
الكثير من النساء مثل جوليا يتابعن اخبار واشنطن العاصمة هذه الأيام بعد أول مراجعة رسمية لإدارة الغذاء والدواء (FDA) لزرع المحلول الملحي. ومن المتوقع أن تصدر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قرارها النهائي في منتصف شهر مايو. يتوقع معظم المراقبين أن يصادق على توصيات اللجنة.
إرث من القلق
كانت غرسات المحلول الملحي هي الخيار الوحيد للعديد من النساء منذ عام 1992، عندما حظرت إدارة الغذاء والدواء زراعة السيليكون بناءً على مخاوف من أنها قد تسبب اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة والتهاب المفاصل وآلام الجسم.
لم يجد التقرير صادر عن معهد الطب العام الماضي أي صلة بين غرسات السيليكون ومشاكل المناعة الذاتية، إلى جانب دراسة نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine في وقت سابق من هذا الشهر وصلت للنتيجة نفسها. ومع ذلك فقد أدى الجدل حول السيليكون إلى الضغط على إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإلقاء نظرة أكثر جدية على المحلول الملحي.
في جلسات الاستماع الأخيرة، أقرت شركة McGhan Medical المتخصصة في زراعة المحلول الملحي بوجود مشاكل طفيفة على الأقل بين 60٪ من المرضى خلال أربع سنوات من الزرع، وبين 84٪ من مرضى إعادة بناء الثدي. في غضون ذلك قالت مينتور إن دراستها التي أجريت على 1680 شخص من متلقي الغرسات الملحية وجدت أن ما يصل إلى 27٪ من الغرسات تمت إزالتها في غضون ثلاث سنوات، معظمها بسبب الالتهابات أو الألم أو التسرب.
في تقرير منشور، وصف عضو اللجنة ستيفن لي (دكتوراه في الطب)، من مستشفى نيويورك للجراحة الخاصة، معدلات فشل مينتور بأنها "مرتفعة بشكل مثير للقلق" وقال "إنه لأمر مدهش بالنسبة لي أن يتم التسامح معها باعتبارها مجرد شيء عليك التعايش معه".
ومع ذلك من المرجح أن يتخذ صانعو الغرسات وغيرهم القرار النهائي للجنة إدارة الغذاء والدواء "بمثابة نعمة"، كما يقول مايكل ويليامز، المحامي الذي مثل النساء في دعاوى قضائية بشأن غرسات السيليكون. إذ تحب الصناعات الطبية استخدام إدارة الغذاء والدواء كدرع. "إنهم يعتقدون أنه إذا وافقت إدارة الغذاء والدواء على ذلك، فيجب أن تكون هذه نهاية الأمر".
بينما يقول الخبراء القانونيون إن النساء سيظل لديهن أسباب للمقاضاة إذا فشل طبيبهن في إبلاغهن بشكل مناسب بالمخاطر التي ينطوي عليها الأمر أو إذا واجهن مشكلة أسوأ أو مختلفة عن تلك الموضحة في أدبيات منتجات الشركة. واعتمادًا على القرار النهائي لإدارة الغذاء والدواء، قد يضطر الأطباء وصانعو الغرسات إلى تقديم معلومات إضافية حول مخاطر محددة
منذ أوائل التسعينيات ، طلب العديد من جراحي التجميل من النساء اللواتي يفكرن في جراحة الزرع التوقيع على استمارة موافقة خاصة؛ يمكن أن يختلف المحتوى من دولة إلى أخرى على الرغم من أن الجمعية الأمريكية لجراحة التجميل (ASAPS) قد نشرت الإرشادات.
لكن ديانا زوكرمان ، المديرة التنفيذية للمركز الوطني لأبحاث السياسات للنساء والعائلات ومقره واشنطن، تقول إن بعض الأطباء ليسوا بهذا الوضوح. وقالت: "ستخبرك العديد من النساء أن أطبائهن أخبروهن أن غرساتهن آمنة تمامًا ولم يخبرهن أحد عن معدل الفشل أو أن الغرسات يمكن أن تنكسر" ، مضيفة أن نماذج الموافقة غالبًا ما تُقرأ مثل "طلب الرهن العقاري".
تقول زوكرمان: "يعلم الجميع أن هناك فجوة كبيرة بين ما تقوله الوثيقة المكتوبة وما يقوله الطبيب للمريض". "إذا قال الطبيب:" لا داعي للقلق، مرضاي جميعهم سعداء للغاية، فإن قلة من النساء ستنهض وتغادرن".
دعوات للتغيير والحذر
دعا مارك جيويل، جراح التجميل في كاليفورنيا الذي مثل ASAPS في جلسات الاستماع، إلى استخدام استمارة موافقة واحدة على الصعيد الوطني. وقال: "نحن بحاجة إلى شيء يمكن أن يكون تفسيرًا بسيطًا لأي مشكلة يمكن أن تحدث".
لكن في النهاية الأمر متروك للمرأة لطرح الأسئلة. جوليا على سبيل المثال وقعت على نموذج موافقة لكنها تتمنى الآن لو أنها قرأته عن كثب. تقول: "نصيحتي للنساء الأخريات اللواتي يفكرن في عمليات الزرع هي معرفة كل شيء عنها، أو عدم القيام بذلك".
شكرا لمرورك العطر
بقلم:يوسف ازيرق
ليست هناك تعليقات: